في تحليل عسكري وسياسي مستفيض، أكد عبدالمنان أبكر عمر أن القوات المسلحة السودانية تشهد تطورًا نوعيًا كبيرًا في قوتها البشرية والمادية استعدادًا لمعركة فاصلة ضد مليشيات الدعم السريع المتمركزة في غرب السودان. وقال عبدالمنان في تحليله إن هذه المرحلة تشهد تنظيمًا محكمًا للقوات المساندة تحت قيادة موحدة لأول مرة منذ بداية معركة الكرامة قبل أكثر من عامين، مما يعزز الانضباط والسيطرة على العمليات العسكرية.
وأشار إلى أن الشباب السوداني بمختلف أطيافه يشكلون ركيزة أساسية في هذه القوات المساندة، خاصة مع دور التيار الإسلامي في حشد الشباب من خلفيات مختلفة تحت مظلة الجيش، بعيدًا عن الانتماءات الحزبية والجهوية. ويعتبر هؤلاء المقاتلون، الذين اكتسبوا خبرات ميدانية خلال معركة الكرامة، من العوامل الحاسمة في حسم المعركة القادمة لصالح الجيش السوداني.
وعلى الجانب الآخر، أشار عبدالمنان إلى أن مليشيات الدعم السريع تمر بمرحلة من التراجع والضعف الملحوظ. فقد شهدت هذه المليشيات حالة من الانشقاقات الداخلية، مع تزايد حالات الهروب والانتحابات من مواقعها، إضافة إلى فرار القيادات السياسية والعسكرية إلى خارج البلاد.
وتابع عبدالمنان أن القوات المسلحة السودانية قد عززت ترسانتها العسكرية بأسلحة نوعية، لا سيما منظومات الدفاع الجوي، ما يقلل من فعالية هجمات الطائرات المسيرة التي كانت تستخدمها المليشيات في السابق.
وأضاف أن الجيش السوداني يستعد لتحركات عسكرية متزامنة من عدة محاور لتحرير كردفان ثم دارفور، وهو ما قد يفضي إلى تحرير كامل المنطقة خلال فترة وجيزة، بفضل التفوق العددي والنوعي للجيش، واستمرار الانهيار داخل صفوف المليشيات.
ورغم محاولات مليشيات الدعم السريع للظهور بمظهر القوة من خلال دعاياتها وشحنات حشد، إلا أن عبدالمنان أكد أن واقعهم الميداني يظهر أنهم بالكاد يدافعون عن مناطقهم دون قدرة حقيقية على شن هجمات استراتيجية ناجحة.
وأشار عبدالمنان إلى أن السيناريوهات المحتملة تشمل انهيار داخلي للمليشيات نتيجة الانشقاقات والهروب الجماعي، إضافة إلى استسلام جماعي لبعض الوحدات تحت ضغط العمليات العسكرية. كما توقع تصعيدًا للمواجهات في دارفور، لكن التفوق الكبير للجيش في العديد من المحاور قد يحسم الموقف بسرعة.
في الختام، أكد عبدالمنان أن كل المؤشرات تدل على أن الجيش السوداني يقترب من تحقيق نصر حاسم في معركته ضد مليشيات الدعم السريع، وأن الفترة المقبلة ستكون حاسمة في مسار الصراع، مع احتمالات قوية لاستعادة كامل التراب السوداني تحت سيطرة الدولة الوطنية.
