في خطوة طارئة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، أعلنت السلطات الصحية في السودان مساء اليوم عن إخلاء مركز العزل التابع لمستشفى النو، وتحويل جميع الحالات المصابة إلى مراكز طبية بديلة تتمتع بجاهزية أعلى للتعامل مع الأزمة.
ووفقًا لمصادر طبية ومتطوعين يعملون داخل المستشفى، فقد تم إبلاغ المرضى بضرورة الانتقال الفوري إلى ثلاثة مواقع رئيسية تم تحديدها مسبقًا لاستيعابهم، وهي:
مستشفى محمد الأمين حامد للأطفال، والذي يقع مباشرة مقابل قسم الحوادث في مستشفى أم درمان.
مستشفى أمبدة النموذجي بحي 16، أحد المراكز التي شهدت توسعة مؤخرًا لتأهيلها لمواجهة الأوبئة.
مركز العزل في منطقة الجزيرة إسلانج، الذي تم تفعيله ضمن خطة الطوارئ الصحية.
ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من الإجراءات الاستباقية التي تتخذها وزارة الصحة لمواجهة تدهور الوضع الوبائي في ولاية الخرطوم، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بالكوليرا في الأيام الأخيرة، مع تسجيل حالات جديدة في عدد من الأحياء السكنية.
وأكدت الجهات المعنية أن عملية نقل المرضى تمت وفق معايير السلامة الصحية، مع توفير وسائل النقل والإشراف الطبي، بهدف ضمان استمرار تقديم الرعاية والعلاج دون انقطاع.
من جهة أخرى، ناشدت وزارة الصحة المواطنين التعاون مع فرق الاستجابة السريعة، والالتزام بالتدابير الوقائية مثل تعقيم المياه، والحفاظ على النظافة الشخصية، لتقليل فرص انتقال العدوى، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن فرق الطوارئ لا تزال تعمل على مدار الساعة لمراقبة انتشار المرض، وتحديث خرائط الوباء بشكل يومي، في محاولة للحد من تداعيات هذه الجائحة التي باتت تهدد بنظام صحي منهك أصلًا بسبب النزاع المستمر.
