بقلم: فريق شرطة حقوقي/ محمود قسم السيد محمود
أمدرمان – 10 أبريل 2025
في ظل تصاعد التهديدات العسكرية وتطور وسائل الحرب الحديثة، أصبحت أنظمة الدفاع الجوي أحد الركائز الأساسية لحماية السيادة الوطنية، وتأمين المدنيين والبنية التحتية الحيوية. ولم تعد هذه الأنظمة تقتصر على التصدي للطائرات التقليدية، بل تطورت لتواجه تحديات مثل الطائرات بدون طيار (الدرونز)، والصواريخ الباليستية والمجنحة، بل وحتى الصواريخ فرط الصوتية.
ومن واقع ما نعيشه في السودان من حرب استنزاف طالت المدنيين والبنى التحتية، فإن الحاجة إلى تحديث وتطوير قدرات الدفاع الجوي السوداني باتت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. فقد تجاوزت الحرب أهدافها العسكرية إلى استهداف الكهرباء والمياه والمرافق الحيوية، ما يستوجب تأمين منظومات دقيقة وعالية التقنية لحماية الدولة والشعب على حد سواء.
الاستثمار في الدفاع الجوي: ضرورة وطنية
يتطلب بناء منظومة دفاع جوي متكاملة استثمارات ضخمة، لا بد أن تُفهم ضمن إطار حماية الوطن من أطماع الأعداء، الذين يسعون لتفكيك الجيش السوداني وإضعاف مؤسساته. ومن هنا، فإن كل درهم يُدفع في سبيل تعزيز الأمن القومي، هو استثمار في البقاء والسيادة، ويكافئ آلاف الأرواح التي قدمت دماءها فداءً لهذا الوطن.
تطور المهام ودمج المدني والعسكري
اليوم، لا تقتصر مهام الدفاع الجوي على الجانب العسكري فحسب، بل يقدم هذا القطاع خدمات ملاحية مهمة للطيران المدني، ويشارك في إدارة الكوارث الجوية، ما يرفع من مستوى السودان الدولي في تقديم الدعم اللوجستي والخدمات الملاحية، ويعزز من عائدات عبور الطائرات والمساعدات الطارئة.
التوطين والتدريب: أولوية استراتيجية
إن توطين الصناعات الدفاعية الدقيقة وتوفير التدريب العلمي المتخصص للكوادر السودانية، خطوة ضرورية نحو الاستغناء عن الخبراء الأجانب وبناء قدرة ردع وطنية حقيقية. ومن حسن الطالع، أن منظومتنا الصناعية العسكرية قد أثبتت جدارتها، وحققت ما لم تحققه دول أخرى أكثر استقراراً.
الخلاصة: السيادة تُحمى بقوة الردع
إن فاتورة الأمن والدفاع مكلفة، لكنها ضرورية. واليوم، ندفع جزءاً منها في مواجهة عدوان داخلي وخارجي يهدف إلى تفكيك قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية. لكننا صامدون، لأننا نعلم أن السودان لا يُحمى إلا بسواعد أبنائه، وأن النصر حليف من يحمل السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض، وليس من يهادن المليشيات.
#الدفاع_الجوي
#الجيش_السوداني
#السودان_ينتصر
#مليشيا_الدعم_السريع
#السودان_السيادة_والكرامة
